رغم أن المرض لا يعني توقف الحياة .. عندما تمرض الزوجة تصبح

رغم أن المرض لا يعني توقف الحياة .. عندما تمرض الزوجة تصبح كماً مهملاً

محيـــط/ فادية عبود:

واجب الزوجة يحتم عليها مساندة زوجها في الضراء قبل السراء، ورعايته في مرضه مثلما ترعى أطفاله الصغار، ولكن ماذا إذا ألزمها المرض الفراش وافترس صحتها، وبدأ يطيح بجمالها !

ألديك الصراحة الكافية للإجابة عن السؤال التالي ؟ إذا مرضت زوجتك بالسرطان .. ماذا تفعل ؟ هل تحكم عليها بانتهاء الصلاحية ؟ أم تتزوج من أخرى وتبقي عليها كماً مهملاً إكراماً للأبناء ؟!

الرجل يبحث عن مصلحته في كل الأحوال ، الزوج لا يحب أن تشتكي زوجته من أي علة حتى ولو كانت مجرد صراع، ليس خوفاً عليها أو حباً فيها بل حباً لنفسه.

هكذا بدأت "ن، ج" حديثها بحسب مجلة "المرأة اليوم" مضيفة : صدق المثل القائل " زوجي يحبني عفية وأهلي يتمنونني غنية " فالرجل ظالم لا يراعي مشاعر زوجته إذا مرضت ، ويتمسك بحقه في أن يجد البيت نظيفاً مرتباً عند عودته من عمله ، والطعام ساخناً بانتظاره ، وملابسه نظيفة وأولاده في تمام الصحة والعافية يذاكرون دروسهم وينجحون بتفوق وينامون في وقت مبكر ويتحلون بالأخلاق الحميدة ، كل هذا دون أن يكون له أي دور أو يكون لزوجته الحق في الشكوى من تعب أو كلل .

متابعة: وإذا حدث واشتكت فهي زوجة متعبة تعشق النكد ، وبالتالي تصبح لديه ذريعة لأن "يطفش" من البيت طوال النهار ولا يعود إلا عندما يشعر بالرغبة في النوم .

أنانية وجبروت
=========

تتفق "سلام" مع "ن، ج" على مبدأ أنانية الأزواج مؤكدة أن الرجل الشرقي وفق تربيته والقيم المجتمعية التي ينشأ في ظلها منذ الصغر تجعله مفضلا على المرأة ويشعر بأن له مطلق الحرية في الاستئثار بحقوق. يمحنها لنفسه وينتزعها منها وعندما يدخل مؤسسة الزواج يحمل هذه التراكمات التي تعزز لأنانية داخله.

ويمارس الزوج هذه الأنانية مع زوجته فهو يريد منها أن تهتم به كل الوقت بالحب والعطف والحنان وتتعاون معه ماديا ويريد أن يرى أبناءه دائما على أفضل ما يكون فهو يريد ويريد ويريد ولا يفكر فيما تريده زوجته وعندما تطلب المرأة منه الرومانسية والكلمة الحلوة يسخر منها قائلا "كان زمان".

لا يطيق رؤيتها منتفخة البطن
================
الرجال بالنسبة إلى "أحلام" الأب والأخ ، ولكن لسوء حظها لم يكن زوجها مثلهم ، فالرجل الذي اختاره عقلها قبل قلبها بدا لها بعد شهور قليلة من الزواج مختلفاً تماماً .

تحكي أحلام قصتها قائلة: كان زوجي يطوق إلى الأبوة وفرح بشدة عندما علم بالأمر ، ولكن بعد شهر واحد عندما ظهرت علي أعراض الحمل من قيء وغثيان ورغبة عارمة في النوم طوال النهار ، فر زوجي من المنزل متعللاً بانشغاله الدائم بدلاً من مساندتي على الأقل معنوياً.

وتضيف أحلام : كانت صدمتى مروعة عندما اعترف لي في إحدى المرات أنه لا يطيق رؤيتي منتفخة البطن وأنه يخجل من الخروج بصحبتي ، فتركت له البيت وعدت إلى بيت أهلي، وجلست هناك لمدة خمسة أشهر حتى أتتني آلام المخاض ، وأنجبت ابنتي الصغيرة.

يتعلل بالعمل بعد إصابتها بالسرطان
====================
ظلت نهلة تتقاسم السعادة مع زوجها حتى الذي كان يحبها ويحرص على سعادته وراحتها دائماً حتى عقدها الرابع ، فهو كان دائم الإصرار على توفير خادمة لها لتساعدها في أعمال المنزل رغم عدم طلبها لذلك ، بالإضافة إلى حرصه على تجديد نشاطهما بالسفر والاستجمام من فترة إلى أخرى .

تقول نهلة : لقد تبدل زوجي بين عشية وضحاها بعدما اكتشفت أنني مصابة بسرطان الثدي ، وخلال بضعة أيام فقط قرر الأطباء أن يجروا لي عملية استئصال للثدي الأيسر ، وربما لا تسعفني الكلمات لوصف حقيقة ما عانيت من ألم جسدي في تلك الأيام ، وللحق كان هو إلى جانبي ولم يفارقني يوماً واحداً حتى غادرت المستشفى وعدتُ إلى المنزل مع استكمال العلاج ، ولكن زوجي بدأ يبتعد عني بصورة تدريجية رغم أنني كنت في أمس الحاجة له ، ولم يعد يحرص على مصاحبتي في جلسات العلاج الكيميائي ، ويتحجج بأعذار واهية مثل العمل أو مصالحه الشخصية ، مما جعلني أشعر في قرارة نفسي أنه مل من طول فترة مرضي وما عاد يحبني كذي قبل .

وتضيف نهلة : وقد هذا إلى تراجع حالتي الصحية ووجدت نفسي في المستشفى من جديد ، وبعد خروجي ببضعة أيام فوجئت بأخته الكبرى تأتي لزيارتي وقبل أن تغادر أخبرتني انها جاءت لتبلغني أنه قرر الزواج من ابنة خالته الأرملة خلال بضعة أسابيع ولكنه لا يريد أن يفعل ذلك دون موافقتي ، فكان جوابي لها " مادامت العشرة هانت عليه فليفعل ما يشاء".

أناني يا زوجي العزيز
=============
حكايات النساء الثلاث تنم عن مدى أنانية أزواجهن ، وأن كل ما يهمهم جمال المظهر والصحة ، الأمر ليس مستغرباً بعدما كشف استطلاع للرأي في مدينة هامبورج الألمانية ، أن الرجال يولون اهتماما خاصا بمظهر شريكة حياتهم، وأولت نسبة 54 % من الرجال أهمية خاصة برشاقة شريكة الحياة.

ولكن هذه الأنانية لا تقدم حياة سعيدة أو هادئة ، بل لابد من مساندة الزوج لزوجته في أوقاتها الحرجة كما تسانده هي لتستمر الحياة، فالدعم العاطفي يعبر بها مراحل عصيبة في حياتها ، والدليل أن الدراسات العلمية أن مساندة الزوج تساعد المرأة على اجتياز مرحلة سن اليأس بسهولة ، خاصة وأنها تشعر بتهميش دورها بعد كبر أبنائها واعتمادهم على أنفسهم .

أما الأطباء فيوصون بمساندة الزوج لزوجته في وقتا المرض ، خاصة مريضات سرطان الثدي فإن ذلك يرفع من معنوياتهن ويساعدهن على الشفاء .

من جانبها ترى الاختصاصية الأمريكية سيلينا أن المشكلة لا ترتبط بمرض الزوجة بقدر ما ترتبط بكيفية التعايش مع المرض ، فالإصابة بالمرض لا تعني توقف الحياة بالنسبة للمريض سواء كان الزوج او الزوجة .

وتضيف بحسب مجلة "المرأة اليوم" ، وإنما تكمن المشكلة في العجز عن التعايش مع الحالة المرضية للمصاب يحدث فجوة كبيرة بين الزوج ، يفهمها المريض على أن شريكه قد مل منه أو لم يعد لديه القدرة على تحمل مرضه ، في حين أنهما لو أفلحا في التعايش مع المرض ووضعا لنفسيهما برنامجاً يتيح لهما مواصلة حياتهما بصورة طبيعية لن يشعر أي طرف منهما بأي تقصير من قبل شريكه ، ولهذا يفضل عند المرض استشارة الطبيب المشرف على العلاج لوضع نظام حياة يناسب المريض أو المريضة ويتيح لهما التواصل مع الغير بصورة طبيعية .