| زكي صيامك في حلقات | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
زائر زائر
| موضوع: زكي صيامك في حلقات الثلاثاء أغسطس 19, 2008 7:54 pm | |
| الحلقة 1:الرحمة كلمة واسعة المعنى يفرح بها المؤمن المتقي المحسن. الرحمة في اللغة هي الرقّة والتعطّف والمغفرة. والمغفرة كلمة تعني أموراً كثيرة ولذلك إذا تدبرت القرآن بعناية تجد أن الله سبحانه وتعالى كتب على نفسه الرحمة ومن أسمائه الرحمن الرحيم. هذه الأسماء والصفات إذا تدبرها العبد الصالح أفاد منها وعمل بها. واسمعوا كيف بدأت الكلمة؟ ماذا صنع تعالى ساعة خلق الخلق؟ اسمعوا نبيّ الرحمة r يعلمنا أن الله تبارك وتعالى لما خلق الخلق كتب في كتاب عنده فوق العرش: " إن رحمتي تغلب غضبي" وفي رواية (سبقت) وفي رواية أخرى (غلبت). وأنا أميل إلى صيغة (تغلب غضبي) لأن استخدام صيغة المضارع يدل على الحال والاستقبال وله صفة الدوام. إذا سمع العبد هذا الحديث وتدبر ما في القرآن من معاني عليه أن يعمل لينال من هذه الرحمة وأن يكون من بين من يصيب الله تبارك وتعالى عباده بها. هذا قضاء الله تبارك وتعالى أن يكتب الرحمة لعباده.
(إن رحمتي تغلب غضبي) تعني أنه قد يصنع العبد أمراً يُغضب الله تبارك وتعالى لكن رحمته تغلب هذا الغضب. ثم علينا أن نتدبر ساعة يعصي الإنسان ربه فالله تبارك وتعالى له أن يغضب وله أن يرحم لكن الرحمة تغلب الغضب. وإذا سمعنا قوله تعالى (كتب على نفسه الرحمة) إذن الرحمة دائماً سابقة على الغضب. ومن هنا علينا أن نتدبر حديثاً قدسياً جليلاً جاء به محمد r ليشرح لنا الأمر برمّته. الواحد منا في دنياه بين العمل الصالح والمعصية، بين التراخي والتوبة والاستغفار وسؤال الله تعالى الهداية. توجيهات الله تبارك وتعالى للملائكة حتى نتبين صدق هذا الكلام وحقيقة (رحمتي تغلب غضبي). الحديث القدسي هو: " إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة فلا تكتبوها عليه حتى يعملها فإن عملها فاكتبوها بمثلها وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة وإذا أراد عبدي أن يعمل حسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف: وفي بعض الروايات "إلى أضعاف كثيرة" (أخرجه البخاري).
إذا همّ عبدي بسيئة لا تكتب فأنت قد تعقد العزم على ارتكاب سيئة ولكن توجيهات الله تبارك وتعالى أن لا تكتب الملائكة السيئة، في هذا الانتظار قد يعود العبد عن السيئة مخافة ربه فتكتب له حسنة وإن عملها تكتب سيئة واحدة، فانظروا إلى الرحمة الواسعة.
في المقابل إن همّ عبدي بحسنة فاكتبوها حسنة فإن عملها تكتب عشر حسنات إلى 700 ضعف والفرق بين العشرة والـ 700 كبير وهذا يعتمد على نيّتك بهذه الحسنة وكيفية عمل الحسنة ولا ينته الأمر عند ذلك فصاحب السيئة الذي عملها وكُتبت عليه سيئة إذا تاب إلى الله تعالى تقبّل الله توبته ولا يغفرها له فقط – أي يسترها – وإنما يبدلها حسنات بدليل قوله تعالى (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) الفرقان). فأسأله تعالى أن يعمّنا برحمته الواسعة وأن يكتبنا في عباده الصالحين المتقين اللهم آمين.
الحلقة 2:حينما نقرأ القرآن بتدبر كما أمرنا الله تبارك وتعالى (أفلا يتدبرون القرآن) نجد أن الفاتحة التي استهل الله تعالى بها الكتاب الكريم تبدأ بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) تطبيقاً لأمر الله تبارك وتعالى حينما أنزل القرآن على محمد r (إقرأ باسم ربك الذي خلق). حينما نتدبر نجد أن كل قراءة في القرآن تبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم باستثناء سورة التوبة. وبسم الله الرحمن الرحيم آية من آيات الفاتحة. في سورة الفاتحة نجد قوله تعالى (بسم الله الرحمن الرحيم* الحمد لله رب العالمين* الرحمن الرحيم) قد يبدو أنه تكرار لكن لا تكرار في القرآن ولا زيادة ولا نقصان ولا حذف في القرآن. لكن لنقف على معنى الرحمن الرحيم:
هما إسمان لله تبارك وتعالى والإسمان من صيغة الرحمة. الأول (الرحمن) على صيغة فعلان والثاني (الرحيم) على صيغة فعيل. إذا جاء الإسمان في القرآن الكريم نجد أنه دائماً يتقدم الرحمن على الرحيم ولم يتقدم الرحيم ولا مرة على الرحمن. وقد يأتي الرحمن أو الرحيم كل لوحده. الترتيب (الرحمن الرحيم) لأن الرحمن الذي على صيغة فعلان بنيت على هذه الصيغة التي تعطي معنى الكثرة التي لا حدّ لها ثم تعطي صقة الإمتلاء والإستغراق. فالرحمان أي ذو الرحمة الواسعة التي لا حدود لها ومن ثمّ فهذا الإسم لا يوصف به غير الله تبارك وتعالى.
الرحيم اسم من صفة الرحمة وهي من صفات الله تبارك وتعالى ويوصف به عباده فقد تقول: هذا رجل رحيم وقد وصف تعالى نبيه محمد r (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) التوبة). لكن الرحمن صفة مقصورة الوصف بها على الله تبارك وتعالى.
للسائل أن يسأل: لماذا ترتيب الرحيم بعد الرحمن؟
هذا الترتيب لأن الرحمن كما بدأت هي في الدنيا والرحيم كما تأخرت هي في الآخرة. الرحمن في الدنيا يرحم المؤمن والكافر والفاسق والمنافق أما في الآخرة فالرحمة لا تكون إلا للمؤمنين لذا علينا أن نتدبر قوله تعالى (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44) الأحزاب) كأن الرحمة في الآخرة مقصورة على من آمن بالله تبارك وتعالى واتّقى الله تبارك وتعالى وأحسن في أفعاله.
الرحمن لأنها الصيغة التي لا يوصف بها غير الله. من الرحمة تجد أن سورة في القرآن إسمها الرحمن ولا نجد سورة الرحيم.، هذه واحدة. وإذا قرأت السورة بتدبر تجد عجباً (الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)) الرحمن على رأس هذه السورة تبيّن فيما بعد قيمة هذه الرحمة العظمى التي من أخصّ آثارها (علّم القرآن* خلق الإنسان) فإنزال القرآن كان رحمة وخلق الإنسان كان رحمة وإرسال الرسل وعلى رأسهم محمد r نبيّ الرحمة رحمة وإذا تدبرنا في إرسال محمد r على وجه الخصوص رسولاً وانظروا إلى خطاب التكليف بالرسالة في قوله تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
كما أن إسم الرحمن فيه توصيف بديع في القرآن فهو الإسم الوحيد أو الأوحد إن صح القول الذي ساوى الله تبارك وتعالى اسمه الجامع لكل صفات الجلال والكمال (الله) الإسم الجامع لكل الصفات والله تبارك وتعالى يساوي هذا الإسم (الله) بالرحمن بدليل قوله تعالى (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (110) الإسراء) فكأن الرحمن هذا الإسم يساوي عند الله (الله) وهو الإسم الجامع لكل صفات الجلال والكمال ومن ثم فالرحمن بهذه الصيغة صيغة الإمتلاء والإستغراق التي لا حدود لها كأنها هذه الرحمة تساوي كل صفات الله تبارك وتعالى المجموعة في كلمة (الله).
ثم انظروا إلى توصيف الله تبارك وتعالى وهو يصف عباده، عباد الله. لم نجد في القرآن كله سوى (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76) الفرقان) إلى آخر هذه الصفات التي أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا من أهلها وأن يجعلنا من عباد الرحمن هذا الإسم الجامع لكل الصفات كما مع إسم (الله) وأسأله أن يرحمنا برحمته في الدنيا ويشملنا برحمته في الآخرة إنه ولي ذلك والقادر عليه |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: زكي صيامك في حلقات الثلاثاء أغسطس 19, 2008 7:55 pm | |
| الحلقة 3:
من أخص آثار رحمة الله تبارك وتعالى بعباده إصطفاؤه تعالى الرسل وإرسالهم بالرسالات والديانات من عهد آدم إلى أن تقوم الساعة لتوضيح دين الله تعالى لعباده وتبيان حقيقة العبودية لله عز وجل. الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل يوضح لنا حقيقة هذه المسألة (اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (75) الحج) هذا يعني أنه لا يصح أن يقوم أي ملك بأي مهمة حتى من الملائكة يصطفي تعالى من الملائكة من له صفات تؤهله لتبليغ رسالات الله تبارك وتعالى لمن يشاء تعالى من عباده ثم (ومن الناس) لا يصح أن يقوم أي إنسان بمهمة تلقّي وحي السماء وتبليغه لأهل الأرض. الله تبارك وتعالى له أعداد من الأنبياء والمرسلين لا حصر لها وفي الحصر التقريبي 124 ألف نبيّ منهم 313 رسول منهم خمسة أولي العزم أصحاب الرسالات الكبرى وهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام. الأنبياء فيهم أصحاب الرسالات ومنهم الخمسة أولي العزم وعلى رأسهم وأخصّهم محمد r. حينما نسمع قول الله تبارك وتعالى (وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (195) البقرة) الرحمة هنا هي الرسالة. الله تبارك وتعالى له الحكمة البالغة في إصطفاء الملائكة أولاً تقوم بمهمة هذا التوصيل وعلى رأسهم جبريل r أمين وحي السماء إلى الأرض. ثم يصطفي من الناس عبر الأيام من عهد آدم إلى أن تقوم الساعة أنبياء ورسل أخصّهم محمد r وظيفة هؤلاء تبيان حقيقة العبودية ومسألة العبادة الحقة لله تبارك وتعالى وتبيان قضية الدين والرسالة المكلف بها هذا الرسول. هذا الكلام والذي يجب أن نقف على حقيقة أرجو أن نخرج منها في هذه الحلقة وهي مسألة الدين والديانة مسألة حصل فيها بعض الأخطاء فتسمع للأسف كلمة الأديان السماوية وهي كلمة لا صحى لها. السماء ورب السماء له دين واحد (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) آل عمران) (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) آل عمران) فالكلمة الصحيحة هي الديانات السماوية أو الرسالات السماوية أما الدين فواحد.
الله تبارك وتعالى يعلمنا أن (إن الدين عند الله الاسلام) وقوله تعالى (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ (13) الشورى) وظيفة الأنبياء والمرسلين توضيح أن الدين لله تبارك وتعالى من عهد آدم إلى أن تقوم الساعة هو الإسلام وأن الرسالات تعاقبت والديانات تعاقبت لكن كل رسول له وظيفة في عصره إلا محمد r هذا النبي الذي شملت رسالته كل الرسالات السابقة وإذا نظرنا إلى هذه الحقيقة أن الدين واحد – الاسلام – والرسالات تعاقبت إلى محمد r فسميت بإسم الشرع العام (الاسلام). فاليهودية ديانة وليست ديناً والنصرانية ديانة وليست ديناً، اليهودية ديانة دينها الإسلام والنصرانية ديانة دينها الإسلام فلما أراد الله تبارك وتعالى أن يختتم الديانات والرسالات لأهل الأرض جاء بإسم الرسالة الأخيرة والديانة الأخيرة على إسم شرعه العام وهو الإسلام فكانت ديانة محمد r الاسلام ودينه الاسلام وكتابه القرآن.
أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا من المسلمين بحقّ، العارفين بصدق، المؤمنين بأن الدين واحد وأن الذي يتعدد هو الرسالات وأسأله أن يظلّنا بهذه الرسالة الخاتمة الإسلام.
الحلقة 4:
حينما نفكر في رحمة الله تبارك وتعالى الواسعة – فكما اتفقنا أن رحمة الله تعالى في الدنيا والآخرة – وأنه تعالى يرحم في الدنيا المؤمن والكافر الذي يدخل فيه الفاسق والمنافق والمشرك على حد سواء. في الدنيا يرحم الله تبارك وتعالى أما في الآخرة فالرحمة لن تكون إلا لمن آمن بالله واتّقاه وخافه وخاف يوم القيامة. إذن الرحمة في ذلك اليوم مقصورة على فئة محددة معينة وهي قليلة جداً إذا ما قورنت بالعدد الهائل للخلق. وإذا أردنا أن نفهم هذا علينا أن نستمع إلى ما قاله الرسول r وهو يشرح كيف يوزع الله تبارك وتعالى رحمته بين الدنيا والآخرة. خلق الله تبارك وتعالى - فيما علّمنا الرسول r - الرحمة مائة جزء جعل جزءاً واحداً في الدنيا وأبقى تبارك وتعالى 99 جزءاً ليوم القيامة، وهذا الجزء الذي في الدنيا هو الذي يرحم الله تبارك وتعالى به الخلق وأبقى 99 جزءاً ليوم القيامة. إذا تدبرنا الأمر بيقين من حيث رجمة الله تبارك وتعالى بعباده في الدنيا هي بداية الرحمة وهي البداية المنشأة لهذه الرحمة التي ستكتمل يوم القيامة. والمؤمن يجب أن تكون تكملة الرحمة به في الدنيا والذي رحمه الله تبارك وتعالى في الدنيا من مؤمن وكافر هو من هذه الرحمة أنه قد يعود إلى الإيمان ويتوب إلى ربه ويرجع فإن أعلن إسلامه فسوف يرحمه الله تعالى يوم القيامة.
الرحمة في الدنيا هي البداية. ومن رحمة الله تبارك وتعالى في الدنيا لغير المؤمن أن يهديه للإيمان فإن هداه فهو من أصحاب الرحمة يوم القيامة. لما تكلمنا عن صفتي الرحمن الرحيم، الرحمن في الدنيا والرحيم للآخرة لن تكون إلا للمؤمن (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44) الأحزاب). علينا أن نتدبر القرآن كيف يصل المؤمن في الدنيا إلى الآخرة متمسكاً بإيمانه ليكون من أصحاب الرحمة يوم القيامة.
الله تبارك وتعالى يعلمنا في كتابه مخاطباً رسوله r (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) هذا كلام من الله تبارك وتعالى لنبيّنا محمد r فالرسول يجتهد ويأخذنا ويحاول أن ينقذنا من النار ويقول :" وأنتم تتفلتون مني وأنا آخذ بحجزكم" يحاول أن يدفعنا دفعاً إلى الإيمان والرحمة ونحن نتفلت بأعمالنا. الأكثرية لن تؤمن والذين آمنوا من رحمة الله تبارك وتعالى في الدنيا (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) إذن من المؤمنين من يشرك بالله تبارك وتعالى لذلك على المؤمن أن يفهم معنى العبودية الحقة وحقيقة الإيمان وأن يتمسك بإيمانه حتى تكون له الرحمة التي عليها يبكي العارفون والتي ستكون في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
فالرحمة في الدنيا هي الرحمة المنشأة حتى تستكمل في ذلك اليوم يوم القيامة. الرحمة في الدنيا جزء واحد من مائة جزء لله رب العالمين وفي الآخرة هي 99 جزءاً إستكمال المائة. هذا اليوم الذي عليه يبكي العارفون، عليه وله يعمل العاملون، هو اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. أسأل الله تبارك وتعالى أن يعلمنا في الدنيا ما ينفعنا في الآخرة وأن يهدينا برحمته الواسعة في الدنيا ويستكمل لنا الرحمة يوم القيامة، ذلك اليوم الذي نعمل فيه جميعاً لأجل وقفة مشرِّفة بين يدي الله تبارك وتعالى، نسأله أن يحسّن وقفتنا بين يديه إنه ولي ذلك والقادر عليه. |
|
| |
زائر زائر
| |
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: زكي صيامك في حلقات الثلاثاء أغسطس 19, 2008 7:57 pm | |
| الحلقة 7:إذا أردنا أن نبحث في رحمة رسول الله r نعلم أن محمداً r كان أرحم خلق الله تبارك وتعالى بخلق الله. وإذا أردنا أن نتدبر هذه المسألة بيقين فعلينا أن ننظر في خطاب النكليف الإلهي لرسوله r بالرسالة العصماء (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107) الأنبياء). (ما) من أدوات النفي، (إلا) أداة إستثناء و(ما وإلا) للقصر في الآية. غاية إرساله r أن يكون الرحمة وحتى نتأكد من هذه الصفة لرسول الله r إسمع إليه وهو الصادق r "أنا محمد وأنا أحمد وأنا المقفي والحاشر ونبي التوبة ونبي الرحمة). نبي الرحمة تؤكد ما جاء في خطاب التكليف الإلهي له بالرسالة. ثم تعلوا نتدبر آية أخرى في كتاب الله (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29) الفتح) رحماء بينهم فالرسول r من أخص خصائصه الرحمة. هذه الرحمة في الرسول r تذكرنا بصفة من صفات الرحمن الرحيم. فمن أين جاءت هذه الرحمة لرسول الله r، هذه الصفة التي هي من صفات التحلّي ليتصف بها رسول الله؟ من الله تبارك وتعالى الرحمن الرحيم. إسمعوا هذه الآية بتدبر (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) آل عمران) أرجو أن نتدبر هذه الآيات بيقين. الله تبارك وتعالى هو الرحمن الرحيم ومحمد r وضفه الله تعالى بأنه بالمؤمنين رؤوف رحيم. صفة حينما نسمعها الرحمة ينصرف الذهن من فوره لله تعالى لأنه الرحمن الرحيم فإذا جاءت في البشر فعلى رأس هؤلاء البشر محمد r. إذا سألتك نفسك مِمَّ جاءت هذه الصفة لرسول الله r فعليك بهذه الآية (فبما رحمت من الله لنت لهم) لتعلم أن الله تبارك وتعالى عندما يختص برحمته (أي الرسالة) من يشاء ويختار النبي r ليكون نبي الرحمة لا بد لهذا من مناط ودعائم تقام عليها الرسالة وتقام بها هذه المسألة الرحمة في رسول الله فتسمع (فبما رحمت من الله لنت لهم) فالرسول r وهو الذي وصفه الله تعالى بالرحمة جاءته هذه الرحمة من الرحمن الرحيم. هذه الصفات التي كانت في رسول الله r ومن أخصّها الرحمة كانت من الله تبارك وتعالى حتى نعلم أن الله تعالى حينما يختار ويصطفي يكون على أساس وبتوجيه منه. ثم يوضح تبارك وتعالى أن نقيض هذه الصفة (الرحمة) مستحيل لأنه لو كان الأمر على غير مراد الله (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) وما أرسله الله تعالى إلا ليجمع الناس ويقرّبهم. فبرغم هذه الرحمة التي وصف بها والصفات البديعة كان بعض الناس يؤمن وبعضهم لا يؤمن فما بالكم إذا جاء الرسول بقلب غليظ إذن لانفض الناس من حوله لكن شاءت إرداة الله تبارك وتعالى أن يتصف النبي r بالرحمة (فبما رحمت من الله لنت لهم).
اللهم صل على نبي الرحمة صلاة وتحية دائمة إلى يوم أن نلقاك ومتِّعنا بالصلاة والسلام عليه (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) الأحزاب)
الحلقة 8:
مما لا شك فيه أن الله تبارك وتعالى يصطفي برحمته وإرادته وحكمته من يشاء من البشر ليرسل نبياً أو رسولاً إلى قوم أو إلى أمة أو إلى الناس كمحمد r. الرحمة صفة إتصف بها الله تبارك وتعالى لكنه أودعها كذلك كل الأنبياء والمرسلين فما من نبي ولا رسول إلا ووصف بالرحمة وسبق وتكلمنا عن رحمة محمد r. الرحمة صفة لا بد أن يتصف بها النبي أو الرسول لأنه بهذه الرحمة يتحرك هادياً وداعياً لقومه وأمته. من عهد آدم إلى محمد r ما من نبي أو رسول إلا وإتصف بصفة الرحمة حتى يستطيع أن يبلغ الرسالة وينقل قول الله تعالى إلى الذين يسرلهم الله تبارك وتعالى إليهم. من الأمثلة إبراهيم r هذا الرسول الذي جاهد في الله حق الجهاد ومن أجل هداية قومه وكم بذل من محاولات جاهدة لينقل كلام الله تبارك وتعالى ويشرح وحدانية الله لكن قومه أصروا على عبادة الأصنام وعبادة غير الله تعالى ورفضوا الرسالة. وننظر لمحاولة إبراهيم التي قام بها من أجل هدايتهم: يسألهم عن الأصنام التي يعبدونها (قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) الشعراء) هذا كلام بالمنطق المجرد بعيداً عن الدين يعلم أن الأصنام لا تضر ولا تنفع وليس لها علاقة بالألوهية. الرحمة التي دعا بها إبراهيم u قومه جاءته من الله تبارك وتعالى. إن الله تعالى برحمته سبحانه يهديه إليه ومن ثم يقوم بهدايتهم أو بدعوتهم إلى الله تعالى. فانظروا إلى آثار الرحمة في إبراهيم، هو يتحرك في الكون ويتدبر آياته ليعلم أن الله واحد وانظروا كيف تكلم الله تعالى عن هذه الحالة التي وصل بها إبراهيم إلى الإله الحق دون أن يعرّفه الله تعالى نفسه حتى يستطيع أن يدعو قومه بذلك. (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) الأنعام) إذن إبراهيم يتحرك في الكون وينظر فلما جنّ عليه الليل رأى كوكباً وهذه ليست أول مرة يرى إبراهيم فيها كوكباً ولكن هناك فرق كبير بين الرائي ببحث والرائي برؤية. إبراهيم كان يرى باحثاً. (فلما جن عليه الليل) اشتدت ظلمة الليل والكوكب في ظلمة الليل يضيء فقال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين وهذه ليست مسألة حب أو كُره ولكن في عقيدته أنه طالما تغيّر الكوكب فإن مغيّرها أولى بالعبادة. (فلما رأى القمر بازغاً) هذه هي رحمة الله تعالى التي بها هدى إبراهيم إليه وقام إبراهيم بدعوة قومه إلى الله.
عيسى u مثال آخر بالرحمة ليست في هداية قومه فحسب بل في أنه أقرّ بما سبقه (موسى u) والتوراة ثم دعاهم إلى الإيمان بمحمد u وتلك من أخص الرحمة في مسألة عيسى (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) الصف) ووهي الرحمة التي كان كل الأنبياء والمرسلين عليها فمحمد r أخصهم فيها ولذلك اللفظ في الإسم عند عيسى إختلف عند نزوله فهو جاء محمداً ولكن عيسى يقول أحمد كأني بعيسى u يقول ومبشراً برسول يأتي من بعدي أحمد مني لرب الناس ومن ثم فهو أخص في الرحمة من عيسى فلما جاء الرسول محمد الذي كان أحمداً قال له تعالى في رسالة التكليف (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) فالرحمة إن كانت عامة في سائر الأنبياء والمرسلين فهي خاصة وأخص عند محمد r. أسأله تبارك وتعالى أن يرحمنا برحمة نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم. |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: زكي صيامك في حلقات الثلاثاء أغسطس 19, 2008 7:57 pm | |
| الحلقة 9:
حينما نتحدث عن بر الوالدين علينا أن نعرف ما هو البر أولاً. البر لغة هم الصدق والإحسان إلى الوالدين وهو ضد العقوق والإساءة إلى الوالدين. الله تبارك وتعالى ساعة أمرنا ببر الوالدين أمرنا بذلك مقروناً بالعبادة والتوحيد (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) الإسراء) (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا (36) النساء) قضت حكمة الله تبارك وتعالى أن يقرت عبادته وتوحيده ببر الوالدين وإذا تدبرنا الآيات (وبالوالدين إحسانا) والإحسان أطلقه تعالى مع الأمر ببر الوالدين ولم يقل وبالوالدين حسناً، فالإحسان هو أعلى درجات البر بالوالدين.
وإذا تدبرنا الآيات بصدق لفهمنا حقيقة الأمر لأن حقيقة الأمر تختلف عن الواقع للأسف (إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما) قال تعالى (عندك) وليس في دار المسنين أو دور العجزة، فكأنما بلوغ الأب أوالأم أو كلاهما من الكبر عند الإبن ليرتفع بها ويرتقي بها عند الله تعالى. هذه نعمة كبيرة ينعم بها المولى تبارك وتعالى علينا أن يبلغ الأب والأم أو أحدهما الكبر عندنا وهذه مسألة شرعية وإن شئت فشرعية إجتماعية فما قاله الحق تبارك وتعالى لأن الأم والأب لا يستطيع الواحد أن يجزيهم جزاء ما صنعوا معنا والله تعالى ينعم علينا أن يبلغ الأب والأم أو أحدهما الكبر عندنا لنبلغ درجة من درجات القرب من الله تبارك وتعالى. (فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا). كم سهر الأب والأم على راحتنا ونحن أطفال وكم سهروا ونحن كبار. إن الأب والأم لا يمكن مكافأتهما.
عندما قضى الله تعالى ببر الوالدين قضى به مقروناً مع العبادة والتوحيد فكأني بالله تبارك وتعالى يقول: إن توحيدي وبر الوالدين على قدر المساواة. فالموحّد الحق هو الذي يُحسن إلى والديه وأنا أدعوكم أن تتدبروا هذه الآيات. رب ارحمهما كما ربياني صغيراً.
الحلقة 10:
حينما نتكلم عن كفالة اليتيم نتدكر من فورنا رسول الله r. وقبل أن أعرض للقرآن والحديث نقف على معنى الكفالة. هذه الكلمة تأتي من لفظ كفل (الكاف والفاء واللام) التي تعطي معنى تضمّن الشيء بالشيء ولذلك الكفيل هو الضامن والعائل ومن ثم فحينما يموت الواحد فينا ويترك الأولاد يبدأ اليتم. اليتيم من الناس من فقد أبوه وليس أمه لأن الذي فقد أمه لا يطلق عليه يتيم. أما في الحيوان فاليتيم هو من فقد أمه وفي الطيور اليتيم من فقد أمه وأبوه معاً لأن كلاهما يقومان معاً على حاجة صغارهم.
الرسول r يعلّمنا ويوجّهنا أيّما توجّه ويشجع الواحد منا على كفالة اليتيم فيقول في الحديث الصحيح: " أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين" وهو يشير إلى السبابة والوسطى وفي رواية السبّاحة (لأنها تسبح وتعلن التوحيد في التشهد) والوسطى. فمن يكفل اليتيك الذي فقد أبوه يجاور النبي r ويصاحبه في الجنة فهذه دعوة لنا حتى نبادر ونسارع بكفالة اليتامى وهذا عمل نؤجر عليه أيما أجر وهو صحبة الرسول r في الجنة.
وكفالة اليتيم تكون بأقل شيء ويمكن أن تشترك بأي مبلغ وهذا يعد كفالة لكن الكفالة الحقة أن تكفله في بيتك أو في دار الأيتام ولكن برعاية تامة فعليك أن تزوره وتقوم عليه كما يقوم الضامن العائل حتى يتحقق لفظ الكفالة لفظاً ومعنى وحقيقة. واسمعوا الحديث الشريف واسمعوا توصيف الأبرار في القرآن الكريم (إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) الإنسان) هؤلاء الأبرار كانوا يقومون على اليتيم والمسكين والأسير. (على حبه) أي يقومون ساعة يقدموأ ما عليه يقع الحب، يقدمون الشيء الغالي ولا يقدمون للفقير أو اليتيم أو الأسير ما يُلقى به في صناديق القمامة أو ما لا يُرغب به. (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا) هذا العمل خالص لوجه الله تعالى. صاحب هذا العمل بهذا التوصيف من الأبرار (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9)) هم الذين تنفجر الأعين طاعة لأنهم من الأبرار. توصيفهم أنهم يطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً ويفعلون هذا طاعة لله تبارك وتعالى لا يريدون شهرة ولا سمعة من أحد. الله تبارك وتعالى يعلمنا أن من يكفل اليتيم فهو من الأبرار والرسول r يكافئنا من قام على كفالة اليتيم فعلاً فهو مع رسول الله r في الجنة. وأذكركم ونفسي بأن الرسول r يقول : " أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين" ويشير بالسبابة والوسطى. أسأل الله تبارك وتعالى أن يهدينا إلى كفالة الأيتام وأن يجمعنا برسوله r في الجنة إنه ولي ذلك والقادر عليه. |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: زكي صيامك في حلقات الثلاثاء أغسطس 19, 2008 7:58 pm | |
| الحلقة 11:
من أسماء الله الحسنى تبارك وتعالى الغفور والغفار. ومن توصيف الإسمين غافر الذنب فإذا أردنا أن نعلم معنى هذه الأسماء علينا أن نتوقف على معنى الكلمة أو المادة التي منها هذه الأسماء فكلها من غفر. وغفر في اللغة تعني الستر، غفر أي ستر والغفور صيغة مبالغة من الكلمة والغفار كذلك أما غافر الذنب فهو توصيف لكُنه الإله الحق في هذه الصفة. وهذه الصفة بمعانيها الغفور والغفار واغفر الذنب لا تكون إلا لله تبارك وتعالى فالله تبارك وتعالى هو الغفور والغفار وغافر الذنب. وفي القرآن تدور المادة حول ستر الذنوب لكن الكل يفكر في معنى ستر الذنب. ما معنى أن يستر الذنب؟ هل يمحوه كأن شيئاً لم يكن أم يبقى الذنب لكنه مستور؟ هناك نقول أن معنى الكلام له مساوٍ في الأداء أما المدلول فهو شيء آخر وهذا نمط اللغة العربية الكلمة لها معنى ولها مدلول.
من معنى كلمة يستر أنه يبقى ويُستر لكن مدلول المعنى أن الله تبارك وتعالى يتجاوز عن الذنب إذا غفر ثم إنه يكفّر هذا الذنب. وهنا نتكلم عن معنى آخر في تكفير الذنب لكن سنتكلم عن معنى غافر وغفور وغفار. إذا فتشت في القرآن الكريم تجد أن من مصلحتك أن يكون الذنب مستوراً لأن السيئة التي يرتكبها الإنسان تبقى سيئة حتى بعد الإستغفار والتوبة إلى أن يتقبل الله تبارك وتعالى التوبة فيبدّل السيئة حسنة كما قال تعالى في سورة الفرقان (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70)) هنا ساعة أسمع قوله تعالى : يبدل الله سيئاتهم حسنات في المعنى الظاهر دون أن نتعمق من ظاهر المعنى يتبين لنا أن مادة غفر التي منها غفور وغفار وغافر الذنب تفيد في هذه الآية أن الذنب الذي يستره الله تعالى بعد الإستغفار يظل مستوراً إلى أن يتوب الإنسان فيتقبل الله تعالى فتبدّل السيئة حسنة فمن مصلحتي أن يبقى الذنب مستوراً. لكن لو كان الذنب يُمحى فأين السيئة التي ستتبدل إلى حسنة؟ كلٌ منا إذا فعل من المعاصي والذنوب ما فعل فعليه بالاستغفار والتوبة حتى يتقبلها الله تبارك وتعالى فتتبدل السيئات حسنات فاعلموا أن من لديه مليون سيئة يستطيع في ثانية أن يكون عنده 10 مليون حسنة لأن الحسنة بعشر أمثالها. ساعة مليون سيئة يصبحوا مليون حسنة ثم يصبحوا 10 مليون حسنة إلى سبعمائة ضعف والله يضاعف لمن يشاء لأن الله تبارك وتعالى يقول: "عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال: إن الله -عز وجل- كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك، فمن همّ بحسنة، فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن همّ بها، فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن همّ بسيئة، فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن همّ بها، فعملها كتبها الله سيئة واحدة " (رواه البخاري ومسلم) " ويبقى هذا الستر فائدة كبيرة لمن يستغفر الله ويتوب فيقبل الله توبته وتبدل السيئات إلى حسنات أسأل الله تعالى أن يهدينا دائماً للإستغفار والتوبة ويتقبل منا إستغفارنا وتوبتنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.
الحلقة 12:
نتحدث عن سيد الإستغفار. هو حديث علّمنا إياه رسول الله r والاستغفار له ألفاظ كثيرة لكن الرسول r يعلمنا أن هناك كلمات لو قلناها كانت بنا في أعلى درجات السيادة. سيد الاستغفار هو أن يقول العبد: "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، من قاله من يومه من النهار موقناً به أو بها (أي الكلمات) ثم مات قبل أن يُمسي دخل الجنة وهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها ثم مات قبل أن يُصبح فهو من أهل الجنة".
إذا قلت هذه الكلمات بحق، بصدق، باعترافك بالذنب. سيد الاستغفار ليس بذاته يقوله العبد بسرعة وإنما هو سيد الاستغفار بأداء العبد وبقلبه وبندمه وبإصراره على عدم المعصية مرة أخرى فإن قلته وأنت موقن بهذا الكلام عازماً أن لا تعود فهو حينها سيكون سيد الاستغفار وإلا إذا قلته فقط بلسانك فهو ليس بسيد الاستغفار. فزت وضمنت الجنة إذا قلنه بحق وخِبت وخسرت إذا قلته لمجرد الكلام. فالكل يصوم لكن من يصوم بحق؟ والكل يصلي ولكن من يصلي بحق؟ وكلنا يذكر قصة الصحابي الذي دخل المسجد وصلّى ثم سلّم على النبي r فقال له: إرجع صلي فإنك لم تصلي (لأنه لم يصلي الصلاة بحقها). لذا أرجو أن نصلي بيقين ونصوم بيقين ونحج بيقين وإلا نخشى أن نكون ممن صام وصلى وقيل له يوم القيامة صلّيت وما صليت وصمت وما صمت.
سيد الاستغفار أن تقوله وأنت على درجة عالية من اليقين بها لأن الحديث يوجهنا إلى أنه من قاله وهو موقن دخل الجنة وليس مجرد الكلام فعليك أن تقول هذا الدعاء مرة في النهار بعد صلاة الصبح ومرة في الليل بعد صلاة المغرب وأنا أنصحكم بأن تقولوه بعد كل صلاة.
الحديث يقول: " اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت" وهذا إعلان التوحيد فكلما قلته كأنه إعلان تجديد التوحيد، "خلقتني وأنا عبدك" إثبات العبودية لله تعالى، "وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت" الميثاق القديم الذي أخذه الله تعالى على بني آدم (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسكم ألست بربكم قالوا بلى)، "أعوذ بك من شر ما صنعت" إعتراف بالذنب والمعترف بالذنب يتحقق فيه قول الرسول r في حديث الإفك الطويل:" من اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه"، تاب الله عليه أي قبِل توبته. "أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي" إعتراف بالذنب وإعتراف بالنِعَم وإقرار واعتراف وعودة إلى الله تعالى طالباً العفو والصفح والتوبة وقبول التوبة فإذا تقبل الله توبة العبد غفر له والرسول r يؤكد أن من قاله دخل الجنة. أسأل الله تبارك وتعالى أن يذكرنا هذا الحديث وأن نقوله بعد كل صلاة أو مرة صباحاً بعد صلاة الصبح ومرة في الليل بعد صلاة المغ |
|
| |
هجرس :: إداري في المنتدى ::
عدد الرسائل : 1914 العمر : 32 ~{ الج ــــنس : ~{ م ـكاني : ~{ م ـزاجي : ~{ ن ـقـاطـي : [ 3 / 50] ~ { ص ـورتي : الأوسمة : تاريخ التسجيل : 31/05/2008
| موضوع: رد: زكي صيامك في حلقات الثلاثاء أغسطس 26, 2008 3:59 am | |
| مشكوور اخوي ع الموضووع الراائع ويعطيك الف الف الف عاافيه ونتنظر منك المزيد من الابداع والتقدم تقبل مروري ×اخووك× @كاتم العبرات@
| |
|
| |
R I C O .. }
₪ | إدآرهـ آلمُنتدىآ | ₪
عدد الرسائل : 2954 ~{ الج ــــنس : ~{ م ـكاني : ~{ م ـزاجي : ~{ ن ـقـاطـي : [ 50 / 50 ] ~ { ص ـورتي : تاريخ التسجيل : 28/11/2007
.. إضآفـآت ..} my sms :
| موضوع: رد: زكي صيامك في حلقات الأحد سبتمبر 28, 2008 10:12 pm | |
| مشكوور خيووو القنااص ع موضوعك الروووعه .. نتظر جديدك دايما يالغالي .. اخوك دحووم .. | |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: زكي صيامك في حلقات الإثنين سبتمبر 29, 2008 8:58 am | |
| مشكوووووووووووووووووووور أخوي القناص
جزاك الله الف خير اخوي وإن شاء الله تلقاها في موازين حسناتك يارب .. تحيااااااااااااااااااااااااااااااتي لك وتقبل مرووووووووووووووري .... |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: زكي صيامك في حلقات الثلاثاء أكتوبر 21, 2008 1:36 pm | |
| - @كاتم العبرات@ كتب:
مشكوور اخوي ع الموضووع الراائع ويعطيك الف الف الف عاافيه ونتنظر منك المزيد من الابداع والتقدم تقبل مروري ×اخووك× @كاتم العبرات@
الفعووووووو ويسلمو على مرورك الرائع |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: زكي صيامك في حلقات الثلاثاء أكتوبر 21, 2008 1:37 pm | |
| - دحــــومــــ ...} كتب:
مشكوور خيووو القنااص ع موضوعك الروووعه ..
نتظر جديدك دايما يالغالي ..
اخوك دحووم ..
العفو اخوي دحوم اسعدني مرورك الرائع |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: زكي صيامك في حلقات الثلاثاء أكتوبر 21, 2008 1:39 pm | |
| - @ التميمي 111@ كتب:
مشكوووووووووووووووووووور أخوي القناص
جزاك الله الف خير اخوي وإن شاء الله تلقاها في موازين حسناتك يارب ..
تحيااااااااااااااااااااااااااااااتي لك وتقبل مرووووووووووووووري ....
العفو اخوووووي التميمي اسعدني مرورك الكريم |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: زكي صيامك في حلقات الأربعاء أكتوبر 22, 2008 7:58 am | |
| لا شكر على وااااااااااااااااااااااااااااااجب أخوي تستااااااااااااااااهل يالغلا ...
تحياااااااااااااااااااااااااااااااااااااااتي لك ’’’’ |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: زكي صيامك في حلقات السبت أكتوبر 25, 2008 1:33 pm | |
| الله يسلمك يالغلا هذا من طيب اصلك |
|
| |
| زكي صيامك في حلقات | |
|